عربي

همس الغراب ٤: السراب الساحر

همس الغراب ٤: السراب الساحر

الحلم الرابع: "السراب الساحر"

عمر فتح عينيه، لقى نفسه في أوضة غريبة. كانت الأوضة مليانة بنور شموع خافت، وريحة بخور حلوة عامله جو روحاني. حس إنه في مكان سحري، بعيد عن العالم العادي.

وفجأة، شاف جنبه ست في منتهى الجمال. شعرها طويل وناعم، وعينيها كانت عميقة وساحرة. بصتله بنظرة مليانة إغراء، كأنها بتدعيه يقرب منها.

عمر حس قلبه بيدق جامد. الست دي كانت أجمل من أي حد شافه قبل كده. قرب منها، وهي مدت إيدها وحطتها على خده برقة.

"أهلا بيك يا عمر،" قالت بصوت ناعم زي الحرير. "أنا اسمي ليلى."

عمر ابتسم، حاسس إنه في حلم جميل. "أهلا يا ليلى. المكان ده... إنتي... كل حاجة جميلة أوي."

ليلى ضحكت ضحكة رقيقة. "تعالى يا عمر، خلينا نستمتع باللحظة دي."

بدأوا يتعانقوا، وعمر حس بسعادة ما حسهاش قبل كده. كل لمسة، كل بوسة، كانت بتخليه يحس إنه في الجنة. ظن إنه أخيراً لقى الحب المثالي، الكامل.

بس مع مرور الساعات، الأمور بدأت تتغير. ليلى مكانتش بتشبع. كل ما يديها حاجة، كانت عايزة أكتر. بوسة بعد بوسة، عناق بعد عناق، وهي مش بتكتفي أبداً.

"عمر، أنا محتاجالك," كانت بتقول كل شوية. "مش كفاية. عايزة أكتر."

في الأول، عمر كان سعيد إنه بيقدر يديها كل اللي هي عايزاه. بس مع الوقت، بدأ يحس بالتعب. جسمه بدأ يألمه، وعقله بقى مشوش. حس إنه بيغرق في بحر من الرغبة اللي مالوش نهاية.

"ليلى، أنا تعبان،" قال في الآخر. "محتاج أرتاح شوية."

بس ليلى مكانتش عايزة تسمع. عينيها بقت حمرا من الغضب. "إنت مش بتحبني؟ ليه مش عايز تديني كل حاجة؟"

عمر حاول يهديها، بس كل محاولاته باءت بالفشل. ليلى بدأت تتغير قدام عينيه. جمالها الساحر بدأ يتلاشى، وبدأت تظهر كمخلوق جائع، مش بيشبع أبداً.

الأوضة اللي كانت دافية ورومانسية بقت باردة ومظلمة. الشموع انطفت، والبخور بقى ريحته خانقة. عمر حس إنه محبوس في كابوس مش عارف يصحى منه.

"أنا آسف يا ليلى، بس أنا مش قادر أكمل كده،" قال عمر وهو بيحاول يبعد.

ليلى صرخت صرخة مخيفة. "إنت مش هتسيبني! أنا محتاجالك!"

عمر جري ناحية الباب، بس لقاه مقفول. دور حواليه على أي مخرج، بس الأوضة بقت زي السجن. في اليأس، رمى نفسه على السرير، دفن وشه في المخدة، بيحاول يهرب من صراخ ليلى وطلباتها اللي مالهاش نهاية.

وهو بيغمض عينيه بقوة، سمع صوت نعيق مألوف. فتح عينيه ببطء، وشاف الغراب واقف على حافة السرير، عينيه السودا بتبصله بذكاء غريب.

"إنت تاني؟" همس عمر، حاسس براحة غريبة من وجود الغراب.

الغراب نعق مرة تانية، وفجأة الأوضة بدأت تتلاشى. صوت ليلى بعد، والظلام بدأ ينقشع. عمر حس إنه بيطفو، بيترك الكابوس ده وراه.

وفجأة، صحي عمر، لقى نفسه في البار تاني، محاط بأصحابه. كان بيلهث وجسمه كله عرقان.

"عمر! إنت كويس؟" سأله صاحبه بقلق.

عمر هز راسه، مش قادر يتكلم. حس بالدوخة بتهاجمه تاني، والدنيا بتلف حواليه.

"ليلى... الغراب..." همس قبل ما يفقد الوعي تاني، غارق في موجة جديدة من الأحلام.

يا أمي، لما عمر حكالي الحلم ده، حسيت قد إيه كان مرعوب ومرهق. الحلم ده علمه درس مهم عن الحب والرغبة. إن الحب مش بس إشباع رغبات، ومش المفروض يكون سجن أو عبء.

وأنا وأنا بسمع عمر بيحكي حكايته، يا ماما، عرفت إني لازم أبقى حنينة وفاهمة. بس طريق الحب الحقيقي نادراً ما بيبقى سهل يا ماما.

في الحلم الرابع، لما عمر تاه في السراب الساحر لأحضان المغوية، اتعلم إن العاطفة من غير ضابط نار بتلتهم كل حاجة في طريقها. لأن إيه هو الحب اللي بيطلب كل حاجة ومش بيدي حاجة في المقابل، إلا سجن من صنعنا؟

الحلم ده خلاني أفكر كتير يا ماما. خلاني أسأل نفسي، هل الحب الحقيقي بيحترم حدود التاني؟ هل بيدي مساحة للراحة والنمو؟ وإزاي نقدر نحب بعمق من غير ما نفقد نفسنا في العملية دي؟

وأنا دلوقتي بأسمع عن الحلم اللي جاي. ترى إيه تاني هيتعلمه عمر في رحلته دي؟ وإزاي كل ده هيأثر على حبنا وعلاقتنا؟

Reading next

Chiclets. Only In Egypt?
Cartier Iconic Trinity Ring - 100 Years

Leave a comment

All comments are moderated before being published.

This site is protected by hCaptcha and the hCaptcha Privacy Policy and Terms of Service apply.